Block title
Block title
Block content

نشر المعهد العربي لرؤساء المؤسسات مذكرة تحت عنوان "التوجهات الجديدة لما بعد الصراع: تحدّ جديد للصمود" تطرق خلالها الى تداعيات الصراع الروسي-الاوكراني على الاقتصاد التونسي وسبل الخروج من الازمة والحد من تداعياتها1 

اندلعت الازمة بين روسيا واوكرانيا فيما لم يتعافى الاقتصاد العالمي بعد من تاثيرات جائحة كورونا ولم يقع استعادة مستوى انتاجية ما قبل كوفيد 19. وبما أن روسيا واوكرانيا أكبر مصدري المواد الاولية عالميا فإن هذا الصراع أدى الى عرقلة أنظمة الانتاج والمزيد من الصعوبات على مستوى سلاسل التوريد. 

 تبين المذكرة أن الصمود في مواجهة الصدمة الجديدة  في توريد المواد الخام لا يمكن إدارته والتحكم فيه من خلال تدخلات في ميزانية الدولة فقط بل من خلال إعادة تأهيل سلاسل الانتاج وتقليل التبعية للخارج والبحث عن حلول بديلة للتزويد والانتاج. 

مع الصعوبات التي تعاني منها تونس على صعيد المالية العمومية وندرة الموارد المالية فإن تنفيذ "برنامج الصمود" سيكون صعب التحقيق والعودة الى معدل نمو سليم شبه مستحيلة الى أن الحل حسب المعهد العربي لرؤساء المؤسسات يكمن في مزيد التنسيق على المستوى الوطني وصياغة وتطوير برامج جهوية تكون حلا للخروج من الازمة.  

يعتمد الاقتصاد التونسي بشكل كبير على محيطه الخارجي سواء في التصدير او التوريد وذلك بسبب نظام اقتصادي ضعيف من حيث الاندماج والتكامل. ومن بين الحلول التي يطرحها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات من أجل مواجهة النظام العالمي الجديد إعادة التفكير في العلاقات مع الشريك التجاري الأول, الإتحاد الأوروبي, ومن الضروري أيضا مع بلدان الجوار: ليبيا والجزائر وفق مقاربة أكثر  واقيعة وعملية اقتصاديا وسياسيا. حيث يوصي المعهد بإعادة هيكلة الاتفاقيات التجارية المعتمدة خاصة مع اوروبا والجزائر والصين والولايات المتحدة وتركيا بهدف تعزيز الاندماج الاقليمي 

 كما يقترح إدراج الروبل واليوان في سلة عملات البنك المركزي مما سيسمح حسب المذكرة للمشغلين التونسيين في قطاع السياحة بشكل اساسي بقبول الدفوعات بهاتين العملتين وستسمح هذه الأموال بدفع وارداتنا من المواد الاولية من هاذين البلدين 

تداول الصحافة التونسية هذه التوصية على أنها سابقة لم يقع التطرق لها في تونس من قبل الا أن التخلي عن الدولار والأورو  في المبادلات التجارية مع بعض البلدان على غرار الشقيقة ليبيا هو موضوع وقع التطرق اليه سابقا في نشرة إخبارية عدد 4 للمرصد التونسي للاقتصاد2. 

تضمنت النشرة الاخبارية مخرجات الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد التونسي الليبي التي انتضمنت في شهر نوفمبر من سنة 2021 أهمها العودة لاستعمال الدينار التونسي مقابل الدينار الليبي في المعملات بين البلدين والاستغناء عن العملة الصعبة وأعادة التبادل نفط ليبي مقابل مواد أولية وبضائع تونسية.  

العلاقات التجارية بين تونس وليبيا ليست العلاقات الوحيدة التي وقع التوصية بالتخلي عن استعمال  العملة الصعبة فيها, نفس الفكرة يقع طرحها في علاقة بالمبادلات التجارية بين تونس والجزائر  ومن قبل السلطات الجزائرية ايضا حيث تطرق برنامج التعاون الاقتصادي الجزائري التونسي التي تعمل عليه الهيئة الاستشارية للرئاسة الجزائري للحدّ من التعامل بالعملة الصعبة بين تونس والجزائر3 كما تضمن البرنامج العديد من النقاط الاخرى عالجها المرصد التونسي للاقتصاد في نشرة اخبارية اقتصادية عدد 154. 

إذا فإن  التقليص من هيمنة هيمنة الدولار والأورو على المبادلات التجارية هي فكرة يقع طرحها وتداولها في السنوات الاخيرة خاصة بين بلدان الجنوب. ومع اتخاذ الرئيس الروسي بوتين إجراءا يقضي بمنع تصدير النفط والغاز الروسيين بالدولار والأورو والزام المستوردين بدفع الثمن بالعملة المحلية الروسية الروبل5 أصبحت  الشكوك تحوم حول مدى صلابة الدولار الامريكي وتصدع النظام العالمي الحالي6 مما أدى الى التفكير بالتمرد وتغير القواعد عن طريق التبادل بالعملات المحلية 

 

عربية
, , , , , , , , , , , , ,
أعلنت وزارة الاقتصاد والتخطيط في بيان نشرته يوم الأربعاء 6 أفريل 2022 عن امضاء اتفاقية تمويل بقيمة 400 مليون دولار من طرف البنك العالمي لفائدة مشروع الحماية الاجتماعية للتصدي العاجل لجائحة كوفيد-19. تندرج الاتفاقية في إطار المرحلة الثانية من المشروع الذي انطلق العمل به في أوت 2021 حيث تحصلت تونس على تمويلات بقيمة 300 مليون دينار من قبل البنك العالمي من أجل تفعيل برنامج الامان الاجتماعي في ظل تواصل تأثيرات جائحة كوفيد-19 على العائلات الفقيرة. 
يتضمن هذا البرنامج على ثلاثة محاور: تحويلات مالية للتخفيف من تداعيات الجائحة، تحويلات لدعم الأطفال دون الخمس سنوات من أبناء العائلات الفقيرة ودعم منظومة الحماية الاجتماعية والمساعدة في تجسيم الاصلاحات خاصة على مستوى الحوكمة وتطوير إجراءات وعمليات الإدماج بالسجل الاجتماعي واعتماد الرّقمنة. 
هي نفس الاجراءات الاجتماعية التي تضمنها قانون المالية لسنة 2022 دون أن يقع تحديد أليات تطبيق هذه الاجراءات في قانون المالية أو مصادر تمويلها خاصة مع المحافظة على ميزانية وزارة الشؤون الاجتماعية في نفس مستوى سنة 2021 بارتفاع طفيف ب 0.19 بالمائة في قانون المالية لسنة 2022. ومع احتساب نسبة التضخم التي حددها البنك المركزي ب 6.8 بالمائة عند نشر قانون المالية فإن ميزانية وزارة الشؤون الاجتماعية تشهد انخفاضا ب 6.61 بالمائة بين 2021 و2022 دون احتساب نسبة التضخم الإضافي بعد اندلاع لحرب الروسية الاوكرانية. 
تطرّق المرصد التونسي للاقتصاد في موجز الميزانية لسنة 2022 تحت عنوان "هل يحافظ قانون المالية 2022 على الدور الاجتماعي للدولة؟ " الى تراجع الدور الاجتماعي للدولة نظرا لتدهور توازنات المالية العمومية والانعكاسات السلبية للسياسة التقشف المتبعة التي أدت الى تراجع هذا الدور . 
كما تم الوقوف على عجز الحكومة على توفير التمويلات اللازمة لتغطية نفقتها التنموية مما أدى الى الاعتماد على القروض والهبات الخارجية في اغلب المشاريع المبرمجة في قانون المالية لسنة 2022 وبعد مرور أربعة أشهر من بداية سنة 2022 نستنتج أن الدولة لا تعتمد على التمويلات الخارجية لتغطية نفقاتها التنموية فقط بل أنها أصبحت تعتمد على تمويلات البنك العالمي لتوفير المساعدات الاجتماعية وحوكمة قطاع الضمان الاجتماعي. 
يقع انتهاج هذا التوجه تحت طائل عدم قدرة تونس، او الدول ذات الدخل الضعيف والمتوسط عموما، على الانفاق على النظام الحماية الاجتماعية نظرا لمحدودية مواردها المالية وهو ما وقع التطرق له في ندوة افتراضية شارك فيها المرصد التونسي لاقتصاد حول " الضمان الاجتماعي الشامل: استكشاف القيود والإمكانيات الاقتصادية والمالية" خلال شهر فيفري لسنة 2022.
بيّن السيد شفيق بن روين، شريك مؤسس للمرصد التونسي للاقتصاد,  خلال الندوة أن عديد الخيارات متاحة امام الحكومة لتعبئة الموارد اللازمة لتمويل نظام الحماية الاجتماعي في الدول ذات الدخل الضعيف والمتوسط وبالنسبة لبلدان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا, على غرار تونس, يمكن الاعتماد على: أولا إطار اقتصادي أكثر ملائمة, ثانيا الزيادة في الموارد الضريبية, ثالثا مكافحة التدفقات المالية غير مشروعة ورابعا واخيرا الاقتراض واعادة هيكلة الديون وهو اسهل الحلول الذي غالبا ما تتوجه له الحكومات التونسية دون العمل على تطوير نظام الضمان الاجتماعي ليصبح أكثر شمولية والعمل ايضا على توسيع قاعدة الموارد المتاحة واستخدام جميع مصادر الايرادات المحتملة من قبل الحكومة. 
عربية
, ,

نشر مجمع سوناطراك الجزائري بتاريخ 15 مارس 2022 بيانا أعلن فيه عن إمضاء اتفاقية شراكة مع شركات صينية تم بمقتضاها انشاء "الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة" حيث يمتلك الطرف الجزائري 56 بالمائة من مجموع الأسهم بينما يمتلك الطرف الصيني 44 منها. 

يعتبر قطاع الفوسفاط في الجزائر غير متطور مقارنة بتونس والمغرب اللذان يحتلان مراتب متقدمة عالميا في انتاج وتصدير الفوسفاط، ومشتقاته من الأسمدة حيث لم يتجاوز انتاج الفوسفاط في الجزائر 1.3 مليون طن سنويا في 2016 وهو رقم محتشم مقارنة بمخزون الجزائر من الفوسفاط الذي يقدر ب 3000 مليون طن1. هذا وتشير احصائيات سنة 2021 إلى أن لمغرب تحتل المرتبة الثانية عالميا وتحتل تونس المرتبة العاشرة عالميا 

تسعى الجزائر عن طريقة هذه الشراكة الى النهوض بقطاع انتاج وتحويل الفوسفاط في أربع ولايات في شرق الجزائر بقدرة انتاجية تقارب 6 مليون طن سنويا مما سيضع الجزائر في مقدمة البلدان المصدرة للفوسفاط وسيمكنها من مزاحمة البرازيل المصنفة السابعة عالميا بقدرة انتاج 5.5 مليون طن سنويا حسب إحصائيات 22021. 

يشمل المشروع الذي وقع تخصيص 7 مليار دولار لتمويله، تطوير واستغلال منجم الفوسفاط في ولاية تبسة والتحويل الكيميائي للفوسفاط بولاية سوق أهراس وصناعة الأسمدة بولاية سكيكدة الى جانب المنشآت الموانئ المخصصة المتواجدة بميناء عنابة. كما أفاد رئيس مدير عام مجمع سوناطراك الى أن المشروع يشمل أيضا مشاريع بنية تحتية ذات صلة تقدر قيمتها بين 5 و6 مليار دولار إضافة الى خلق ما يقارب 12 ألف موطن شغل خلال مرحلة الإنجاز وحوالي 6 ألاف موطن شغل مباشر و24 ألف موطن شغل غير مباشر في مرحلة الاستغلال3 

تعتبر هذه الاتفاقية إطارا واعدا للنهوض بقطاع الفوسفاط في الجزائر خاصة مع الاستثمارات الضخمة التي تم رصدها وشمولية المشروع الذي سينهض أيضا بالبنية التحتية لأربعة ولايات جزائرية إضافة الى خلق مواطن الشغل.  

نذكر في هذا الإطار أن الجزائر تعمل على تنفيذ الأجندة الافريقية 2063 التي اعتمدها مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي سنة 2009. تشمل هذه الأجندة رؤية التعدين الافريقية "Africa Mining Vision " التي تسعى الى الاستغلال الشفاف والمنصف والأمثل للموارد المعدنية لدعم النمو المستدام والتنمية الاجتماعية الاقتصادية على نطاق واسع4. وهو ما يغيب في معظم الأحيان عن القطاعات الاستخراجية في المنطقة حيث لم يتم بعد تبني هذه الرؤية في شمال افريقيا على عكس التطورات التي تشهدها بلدان افريقيا جنوب الصحراء التي تسعى من خلال تبني رؤية التعدين الافريقي الى الاعتماد على مواردها المعدنية من اجل خلق نمو مستدام.  

مع الطفرة التي تشهدها أسعار الفوسفاط والأسمدة في الأسواق العالمية منذ بداية سنة 2021 بسبب ارتفاع أسعار الشحن خلال الجائحة الصحية من جهة وتضاعف الطلب بسبب الازمة الروسية الأوكرانية من جهة أخرى تضاعفت عائدات الفوسفاط في المغرب ب 100 بالمائة بين جانفي 2021 وجانفي 2022. يتواصل هذا الارتفاع خلال السنة الحالية حيث سجلت اسعار الأسمدة ارتفاعا ب 30 بالمائة خلال الثلاثية الأولى من سنة 2022 بسبب التخوف من تراجع صادرات روسيا التي تناهز 10 بالمائة من الاستهلاك العالمي.  

تمثل هذه الظرفية فرصة ذهبية لبلدان المنطقة التي لها قطاع فوسفاط متطور وهو ما كانت المغرب سبّاقة فيه حيث أعلن رئيس الحكومة المغربي أنه بالرغم من ارتفاع الأسعار العالمية للمحروقات والمواد الأساسية الا ان المغرب ليست في حاجة الى ميزانية تكميلية باعتبار أن عائدات الفوسفاط التي تضاعفت تغطي الحاجيات الإضافية للميزانية5. 

مع انضمام الجزائر للبلدان المنتجة والمصدرة للفوسفاط بإمكانيات تؤهلها للدخول في منافسة مع أكبر مصدري الفوسفاط عالميا تعتبر فرصة سانحة لخلق تحالف منتجي ومصدري الفوسفاط والأسمدة في المغرب العربي حيث يقع التنسيق بين كل من تونس والجزائر والمغرب من أجل تعزيز موقعهم في السوق العالمية وتضافر جهودهم المشتركة من أجل النهوض بالقطاع في الجهة وجعله قاطرة للنمو المستدام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.6  

 

عربية
, ,
 نشرت وزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بلاغ إعلامي عقب اجتماع افتراضي وزاري تحضيري للدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا  "تيكاد"، حيث أكد الوزير عثمان الجارندي على استعداد تونس الدائم للانخراط في كل المسارات التي من شأنها تعزيز العلاقات الإفريقية-اليابانية وإرساء شراكة متينة وتعاون اقتصادي فعّال يساهم في تجسيم آمال دول القارة في التقدم وتحقيق أهدافها التنموية . 
تحتضن تونس للمرة الأولى مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا "تيكاد" في نسخته الثامنة، وهو مؤتمر يعقد بانتظام منذ سنة 1993 بهدف تعزيز حوار رفيع المستوى بين بلدان القارة الافريقية واليابان بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للإنماء UNDP. تسعى اليابان من خلال هذا الحدث الاقتصادي الى تعزيز الشراكة التعاونية بين الطرفين وترسيخ مبادئ "الملكية الإفريقية" و"الشراكة الدولية" . 
تركزّت نقاشات الاجتماع الذي شمل كل من وزير خارجية اتونس ووزير خارجية اليابان ووزراء خارجية البلدان الافريقية وممثلي بقية الأطراف على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والبنك الدولي، حول التنمية المستدامة والشاملة والحد من الفوارق الاقتصادية وبناء مجتمعات مستقرة وأكثر صمودا وأمنا بالقارة الإفريقية.
سبق ان انطلقت الغرفة التونسية اليابانية للتجارة والصناعة التي تم إنشاءها في ديسمبر 2014 في تنظيم عدد من الاجتماعات والملتقيات تحضيرا للمؤتمر على غرار ندوة الاقتصاد الأزرق والأعمال التجارية الزراعية يوم 17 مارس. كانت الندوة فرصة لاستعراض افاق الشراكة التونسية اليابانية والافريقية في مجالات الزراعة المبتكرة وتربية الأحياء المائية ومجالات أخرى ذات صلة بهدف تبادل الخبرات وتعزيز أطر التعاون. 
ارتفع حجم استثمارات اليابان في تونس ليناهز 2.5 مليار دولار خلال السداسية الأولى لسنة 2021 لتصبح اليابان ثالث أكبر مستثمر أجنبي في تونس وتوفر هذه الاستثمارات حوالي 20 ألف موطن شغل. تسعى سلطة الاشراف في تونس المتمثلة في الحكومة التونسية والغرفة التونسية اليابانية للتجارة والصناعة لإنجاح المؤتمر الذي يمثل فرصة لتعزيز التعاون بين تونس واليابان وفرصة أيضا لتونس للإنفتاح على الاقتصاد الافريقي. 
مع ما تعانيه القارة الافريقية من شح الموارد المالية اللازمة لتمويل التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها فإن التعاون الثنائي بين القارة الافريقية واليابان يمثل فرصة للحصول على هذه التمويلات التي سيقع توجيهها في إطار تيكاد8 الى الاقتصاد الأزرق والصحة والفلاح والبنية التحتية والاقتصاد الرقمي والتكوين فقد سبق لليابان ان خصصت 20 مليار دولار لدعم الشركات والمشاريع ذات القيمة المضافة في النسخة السابعة من المؤتمر تيكاد7 الذي وقع تنظيمه سنة 2019 في اليابان.
يعتبر تيكاد8 أهم حدث اقتصادي في سنة 2022 للقارة الافريقية عموما ولتونس خصوصا فهو النسخة الثانية من الحدث الذي تحتضنه القارة بعد تيكاد6 الذي وقع تنظيمه في نيروبي عاصمة كينيا سنة 2016. ستكون تونس العاصمة الاقتصادية لإفريقيا على امتداد يومي 27 و28 أوت  2022وعلى تونس وبقية بلدان القارة الاستفادة من ثقة اليابان في إمكانيات بلدان القارة واستعدادها للاستثمار فيها من اجل النهوض بالشراكة الافريقية اليابانية وفتح افاق جديدة للتعاون الاقتصادي. 
يرتكز تيكاد8 على تحقيق التعافي الاقتصادي للقارة بعد جائحة كوفيد-19 وما سببته من ركود اقتصادي في القارة وهي فرصة سانحة لتنمية تعاون ثلاثي بين تونس واليابان وافريقيا والذي سيمكن حسب رئيس الغرفة التجارية التونسية اليابانية هادي بن عباس من فتح افاق جديدة لتونس للتموقع الاستراتيجي في افريقيا جنوب الصحراء. 
 
عربية
, , , , , , ,

شهدت اسعار النفط ارتفاعا غير مسبوق منذ 24 فيفري الفارط تاريخ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، ليتجاوز سعر برميل النفط عتبة 111 دولار للبرميل الواحد نهاية الاسبوع الفارط.
تنعكس هذه التقلبات العالمية على نسب التضخم في بلدان المغرب العربي خاصةً في ظل العجز الطاقي وسياسات رفع الدعم على المحروقات المعتمدة من قبل هذه البلدان منذ 2013.
في تونس، شهدت المؤشرات العامة لقطاع الطاقة تحسنا في سنة 2022 مقارنة مع سنة 2020. إذ تراجع العجز الطاقي ب 11% وارتفعت نسبة الإستقلالية الطاقية ب 21%. لكن تبقى تونس في حاجة إلى توريد 48% من حاجياتها من مصادر الطاقة الأولية لتلبية حاجيات الإقتصاد المحلي، وهو ما يعرض المالية العمومية إلى مخاطر تقلبات الأسعار العالمية خاصةً على إعتبار أن فرضية سعر برميل النفط المعتمدة في ميزانية 2022 والمقدرة ب 75 دولار بعيدة كل البعد عن واقع الأسعار بعد بداية الحرب.
أما المغرب، فهو في حالة تعويل شبه تام على التوريد لمصادر الطاقة بنسبة 90% من بينها 80 % ذات مصادر أحفورية مما يجعله في حالة هشاشة أكبر في هذه الظروف العالمية.
سيدفع إرتفاع الأسعار العالمية للمحروقات المستوى العام للأسعار مؤثرا بذلك على القدرة الشرائية للمواطنين في البلدين وقد بدأ يتسبب في حالة إحتقان شعبي، إذ أعلنت نقابة شاحنات نقل البضائع في المغرب عن إضراب لمدة 5 أيام إحتجاجاً على إرتفاع أسعار المحروقات وعلى تدني هامش ربحهم.
كما تسبب لجوء الحكومة التونسية الى الترفيع في اسعار بيع الوقود في مناسبتين في الاول من شهر فيفري 2022 وفي الأول من شهر مارس2022 في ردود فعل من طرف بعض الأطراف السياسية و في حالة من التوجس من المستقبل. إذ سبق وتنزلت قرارات الحكومات برفع الدعم في إطار ما يعرف ب "الإجراءات السابقة للبرامج". نذكر من ذلك على سبيل المثال سن اليات التعديل الآلي الشهري لسعر المحروقات الذي تم تمريره ك "إجراء سابق" لبرنامج "أداة التمويل السريع" وهو القرض الذي تسلمته تونس من صندوق النقد الدولي. من الممكن إذا القول أن اجراءات الترفيع الأخيرة هي اجراءات سابقة تتنزل في إطار بداية المفاوضات مع الصندوق النقد الدولي لسد عجز الميزانية.
اقترنت سياسات رفع الدعم على المحروقات على مدى العشرية الأخيرة بتوصيات صندوق النقد الدولي التي تلازم برامج الإقتراض والتي قام البلدان بتبنيها بإيقاع متفاوت.
بدأ المغرب العمل على تقليص دعم المحروقات منذ 2013 في إطار سياسة متكاملة لرفع الدعم، تهدف إلى نسبته من الناتج الداخلي الخام من 6% في 2012 إلى 3% في اواخر 2015، وتوجيهه وحصره في المواد الأساسية من سكر وعجائن وغاز التدفئة.
أما في تونس، فقد تم طرح مسألة رفع الدعم على المحروقات منذ 2012 من طرف الصندوق في إطار المشاورات الدورية وواصلت الحكومات المتعاقبة في نسق رفع سعر الوقود إلى أن أدت هذه السياسة إلى حالة من الإحتقان الإجتماعي في 2019 إذ عبّر كل من الإتحاد العام التونسي للشغل والإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في أفريل 2019 عن غضبهم وإستنكارهم لهذه السياسات. في نفس السنة لى إيقاف برنامج "التسهيل الائتماني الممدد" وهو القرض لتسهيل الممدد" وهو القرض المسدى لتونس في 2016 من طرف الصندوق.
ذلك لم يمنع الحكومات اللاحقة من مأسسة هذه الزيادات. إذ أقر وزير الطاقة والمناجم في حكومة إلياس فخفاخ ، المنجي مرزوق، الية التعديل الآلي الشهري لأسعار المحروقات على أساس السعر العالمي للبنزين المكرر. توقف العمل بهذه الألية منذ 2021 مع حكومة المشيشي لتقوم حكومة بودن بإعادة تفعيله في بداية 2022 حيث تم الترفيع في سعر المحروقات مرتين منذ بداية السنة.
على وقع الإحتجاجات، أعلن المغرب توجهه إلى إعادة إعتماد الدعم لسعر الوقود سعياً منه إلى تخفيف أثر التقلبات العالمية على الإقتصاد الوطني فيما وصف بإنقلاب تام في التوجه في خصوص مسألة الدعم .
في ظل هذه الظروف العالمية هل تتخذ تونس نفس الاتجاه الذي يتخذه المغرب؟ أم أن إقتراب موعد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي يمنعها من هكذا مبادرة؟

عربية
أثار تخفيض الترقيم السيادي لتونس من قبل وكالة الترقيم السيادي فيتش رايتنغ “fitch ratings” أواخر الاسبوع الماضي الكثير من حبر الصحافة التونسية. وقع تداول الخبر في جل وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية حيث خلق تصنيف تونس كدولة ذات مخاطر مرتفعة مناخا من الاستياء والخوف من اقتراب تونس الى تصنيفها كبلد غير قادر على سداد ديونه بالرغم من أن هذا التخفيض كان منتظرا وليس بالمفاجأة.  
في عودة على الابجديات التصنيف السيادي هو تقدير او تصنيف تجريه وكالات الترقيم السيادي على غرار فيتش راتنغ “fitch ratings” و مووديز "Moody's" لتقدير مدى أهلية البلد محل الترقيم للحصول على قروض حيث يتم دراسة امكانيات الدولة المالية ومدى ائتمانها على القرض وقدرتها المالية على تسديده. 
يمثل الترقيم الذي تنشره وكالات الترقيم بصفة دورية مرجعا للسوق المالية العالمية والمستثمرين خلال اتخاذهم قرار تمويل دولة ما من عدمه الا أنه ومع تنامي تأثير هذه التصنيفات تعالت كثير الاصوات المطالبة بمراجعة دور وكالات التصنيف والتثبت في مدى مصدقتيها. 
نظم مكتب الشؤون الاجتماعية والاقتصادية لدى الامم المتحدة DESA يوم الاثنين 21 مارس 2021 اجتماعا رفيع المستوى ضمّ مجموعة من الخبراء وممثلين عن وكالات الترقيم السيادي ومؤسسات الاستثمار العالمية إضافة الى وزير المالية بحكومة غانا ووزير المالية بحكومة ترينيداد وتوباجو لمناقشة الدور الذي تلعبه وكالات الترقيم السيادي في تنفيذ خطة التنمية المستدامة  2030.  
وقع التطرق في مستوى اول الى تأثير وكالات الترقيم على البلدان النامية على غرار تونس وفرص حصولها على التمويلات من السوق العالمية. في مداخلته أكدّ وزير المالية لحكومة غانا Ken Ofori-Atta أن البلدان الافريقية هي الأولى على صعيد تخفيض الترقيم حيث أن المنهجية التي تعتمدها وكالات الترقيم لا تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية لبلدان القارة فعلى سبيل المثال ذكر الوزير لجوء حكومة غانا الى الترفيع في نفقات الدولة خلال ازمة الكوفيد 19 سعيا منها للحفاظ على ارواح المواطنين ليتم لاحقا تخفيض الترقيم السيادي لغانا بسبب هذه النفقات الإضافية. 
وهو ما تطرّق له مكتب الشؤون الاجتماعية والاقتصادية لدي الامم المتحدة في تقرير له حول وكالات الترقيم وعلاقتها بالديون السيادية حيث يشير التقرير الى ان 95 بالمائة من حالات تخفيض الترقيم التي تمت في فترة الجائحة الصحية العالمية تتعلق بالبلدان نامية هذا بالرغم من نسبية الانكماش الاقتصادي الذي عرفته البلدان النامية والذي يعتبر أكثر اعتدالا من الذي شهدته البلدان المتقدمة التي لم تشهد موجة تخفيض للترقيم السيادي كما حصل مع البلدان النامية.  
هذه الحادثة ليست بمعزولة حيث وخلال الاجتماع تطرقت Ramya Vijay  القائمة على قسم البحوث الاقتصادية بجامعة Stockton بالولايات المتحدة الامريكية الى أن وكالات الترقيم لا تأخذ بعين الاعتبار الدور الاجتماعي للدول بل أن الوكالات في تقاريرها تحث على الحد من نفقات الدولة واعتماد التقشف كما حدث مع تقرير تخفيض الترقيم السيادي للبرازيل حيث عللت وكالة الترقيم هذا التخفيض بارتفاع النفقات الاجتماعية للبرازيل.  
لا تقتصر هذه الآراء على ممثلي بلدان العالم النامي والباحثين فقط، صرح Hiro Mizuno المبعوث الخاص للأمم المتحدة المكلف بالتمويل المستدام والمسؤول السابق على صندوق الاستثمار الحكومي الياباني أن محدودية المنهجية المتبعة من قبل وكالات التعاون الدولي تؤدي الى حرمان البلدان النامية من الحصول على التمويلات اللازمة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وانه خلال عمله على رأس صندوق الاستثمار الياباني كان من الممكن لليابان استثمار مبالغ أكبر مما تم استثماره إلا أن تخفيض الترقيم السيادي للبلدان النامية باستمرار عطّل هذه الاستثمارات.  
بالرجوع الى تونس نلاحظ تجاوز تقارير الترقيم السيادي سواء الذي نشرته مووديز او فيتش رايتنغ حدود المنهجية الذي تدعي الوكالات احترامها فالتطرق الى الوضع السياسي والتوصيات بضرورة التسريع بإمضاء اتفاق مع صندوق النقد الدولي يعد تجاوزا صارخا ويوحي بعدم حيادية الوكالات.  
مراجعة دور وكالات الترقيم السيادي خصوصا وهيكلة النظام المالي العالمي عموما أصبح حاجة ملّحة. تحقيق أهداف التنمية المستدامة والعمل من اجل ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية يتطلب تمويلات، تمويلات تمنع البلدان النامية من الوصول اليها بسبب وكالات الترقيم والتخفيض المستمر لترقيمها السيادي الذي يعتمد منهجية غير مرنة لا تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الاقتصادية لهذه البلدان وتعاقب كل دولة ترفع في انفاقها العمومي بالتخفيض.   
 
عربية
, , , , , , ,

بعد تواصل إضراب أعوان المعهد الوطني للإحصاء لأكثر من شهر، أعلن الكاتب العام للنقابة الاساسية للمعهد مهدي هلالي عن استئناف العمل بشكل طبيعي بداية من 14 مارس 2022. حيث سيتم العمل على تلافي التأخير الحاصل في جمع ونشر البيانات على الموقع الرسمي للمعهد

أدى التحرك الاحتجاجي الذي طالب من خلاله أعوان المعهد الوطني للإحصاء بالمصادقة على النظام الأساسي الخاص بالأعوان الى توقف نشر البيانات الرسمية المتعلقة بعدة مؤشرات اقتصادية واجتماعية على غرار مؤشرات النمو والبطالة والتضخم والتجارة الخارجية حيث تم تدارك نشر المؤشرات في 14 مارس 2022.

المؤشرات التي تم نشرها المعهد بتاريخ 14 مارس 2022 تتعلق ب مؤشرات النمو والبطالة بالنسبة للثلاثي الرابع لسنة 2021 ومؤشرات التضخم والتجارة لشهر جانفي 2022. حيث أدى الإضراب الذي انطلق في 18 جانفي ليتحول الى إضراب مفتوح في 28 جانفي الى تعطل عملية جمع البيانات ميدانيا والعمل على المؤشرات لنجد أنفسنا في شهر مارس مع بيانات أواخر 2021 وجانفي 2022 التي أصبحت تعدّ منتهية الصلاحية نظرا للتطورات السريعة التي شهدتها الاسواق العالمية والمحلية على حد سواء.

تعتبر المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية التي ينشرها المعهد الوطني للإحصاء أداة لفهم وتحليل الواقع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد لكل الفاعلين على غرار الباحثين والمستثمرين التونسيين والأجانب والجهات المانحة. يؤدي توقف او تأخر نشر هذه البيانات الى ضبابية الرؤية وعدم القدرة على تكوين صورة واضحة للاقتصاد التونسي فلا زلنا غير قادرين على تحديد مدى عمق تأثير الازمة الروسية-الاوكرانية التي اندلعت في 24 فيفري 2022 نظرا لعدم توفر معلومات حول المؤشرات الاقتصادية لتونس لشهر فيفري.

ومع غياب هذه المؤشرات التي تساعد في تحديد سياسات وتوجهات المستثمرين وسلطة الاشراف على حد سواء يصبح اتخاذ القرار وتحديد التوجهات والاصلاحات امرا في غاية التعقيد نظرا لضبابية الرؤية وغياب المعلومة. 

وضعية التوتر التي تعيشها الاسواق العالمية منذ 24 فيفري ادت الى تغييرات جذرية في أسعار الحبوب ففي غضون ساعات ارتفعت كل من أسعار القمح والشعير والذرة ب 30 بالمائة مقارنة بما قبل الأزمة وفي تعليقه على تداعيات الأزمة على بلدان المنطقة، صرّح نائب مجموعة البنك الدولي فريد بالحاج أن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ستعيش تبعات سلبية مضاعفة على مستويات الامن الغذائي خاصة البلدان الغير مصدرة للمحروقات وهو ما يشمل تونس.

تشير المعطيات التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء أنّ مؤشر التضخم الغذائي قد ارتفع ب 7.8 بالمائة بين جانفي 2021 وجانفي 2022 اي قبل انطلاق الأزمة ولا زلنا غير قادرين على تحديد عمق هذه التداعيات في انتظار تحيين المؤشرات من قبل المعهد الوطني للإحصاء.

عربية
, ,

التئم في الفترة الممتدة بين 6 و11 مارس 2022 الايام الاقتصادية التونسية الموريتانية تحت شعار "من أجل شراكة واستثمار ناجع ومربح للبلدين" بهدف تشبيك العلاقات بين مختلف الفاعلين من أصحاب المؤسسات وممثلي الهيئات الاقتصادية من أجل خلق فرص لإبرام اتفاقيات شراكة استراتيجية حضرها أكثر من 500 فاعل اقتصادي ومؤسسة من البلدين و10 مسؤولين من الحكومة الموريتانية

احتضنت العاصمة الموريتانيا نواكشوط ومنطقة نواذيبو الحرة هذه التظاهرة. حيث تعتبر منطقة نواذيبو القلب النابض للاقتصاد الموريتاني فهي أكبر قطب اقتصادي استثماري في البلاد. صرّح رئيس سلطة المنطقة محمد علي ولد سيدي الشيخ محمد انهم بصدد العمل على تطوير المنطقة لجلب الاستثمار وجعلها منطقة استقطاب دولية للاستثمارات الصناعية والسياحية والاتصالية والرقمية وان السلطات في المنطقة بصدد العمل على مشاريع كبرى على غرار ميناء المياه العميقة ومطار دولي ومركبات سياحية وصناعية

وزيرة التجارة والصناعة والصناعات التقليدية الموريتانيا كانت حاضرة ايضا حيث صرّحت أن هذه التظاهرة هي الاولى من نوعها وأن الحكومة الموريتانية تعمل على جعل البلاد مستقطبا رئيسيا للاستثمار في المنطقة بفضل ما عرفته موريتانيا في الآونة الأخيرة من تحسن كبير في مجال البنية التحتية والخدمات وما تتمتع به من أمن واستقرار

أضافة الى التطورات الاخيرة التي شهدتها موريتانيا فهي بلد يعج بالفرص وافاق التعاون فحسب ما صرح به وزير التنمية الحيوانية الموريتاني، لإن الجانب الموريتاني يعول على الخبرات والامكانيات التونسية لتطوير مجال التنمية الحيوانية حيث تستورد موريتانيا 70 بالمائة من حاجياتها من الالبان وبالرغم من وجود 7 مصانع للحليب الا انها لا تنتج سوى 25 بالمائة من طاقتها في اشارة الى طاقة الانتاج المهدورة

قطاع الدواجن ايضا يعيش نقصا حيث يتواجد في موريتانيا مشروعين فقط في هذا القطاع تعمل على انتاج اللحم الطازج والبيض دون انتاج مشتقات الدواجن. ويعتبر الوزير أن تونس تعتبر رائدة في هذا المجال في المنطقة المغاربية وان الاستفادة من الخبرات التونسية سيسمح بتطوير مجال التنمية الحيوانية عموما.

أعلن الجانب الموريتاني خلال الايام الاقتصادية التونسية الموريتانية عن المزايا التي تقدمها موريتانيا من خلال قانون الاستثمار والحوافز للمستثمرين الاجانب والتونسيين خاصة التي تسعى من خلالها موريتانيا الى خلق شراكة وتعاون استراتيجي مع تونس  يعود بالنفع على البلدين.

اختتمت هذه التظاهرة بإمضاء 4 اتفاقيات شراكة وتعاون استراتيجي بين منظمة الاعراف التونسية "كونكت" ووكالة ترقية الاستثمارات في موريتانيا واتحاد ارباب العمل الموريتانيين وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية وسلطة منطقة نواذيبو. اضافة الى تأكيد عدد من عقود الشراكة والمشاريع الاستثمارية بين الفاعلين الاقتصاديين التونسيين والموريتانيين

هي حصيلة اولية مهمة للأيام الاقتصادية التونسية الموريتانية التي غابت عنها سلطة الاشراف التونسية باستثناء سفير تونس بموريتانيا في مقابل حضور قوي للحكومة الموريتانية التي تعتبر التعاون الاقتصادي مع بلدان المنطقة فرصة للنهوض بالاقتصاد الموريتاني وتعزيز الشراكة والمبادلات التجارية في انتظار تبني سلطات الاشراف في تونس نفس التوجه

خاصة مع ما يمثله احياء اتحاد المغرب العربي من فرص لتعزيز التعاون بين بلدان المنطقة  تدعيم اقتصاداتها لمواجهة التغيرات العالمية حيث تعتبر المبادلات التجارية بين دول اتحاد المغرب العربي حاليا الاضعف بين مختلف التكتلات الاقليمية  وحسب مقال نشر على صحيفة "انتبدندنت" عربية فإن تفعيل الاندماج الاقتصادي في منطقة المغرب العربي يمكن من القضاء على 20 في المئة من معدل البطالة منذ السنة الاولى كما سيمكن من النهوض بالبلدان المنطقة لتكون ضمن قائمة الدول ال 20 الاقوى اقتصاديا في العالم.

يبقى الامر رهينة لإرادة حقيقية تقوم على تطوير الشراكة الاقتصادية والمبادلات التجارية بين بلدان المنطقة من اجل تذليل العراقيل والتحفيز على الاستثمار والتعاون التجاري بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين في بلدان المغرب العربي.

 
 

 

عربية
, , , , , ,

تمت المصادقة على قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني منذ جوان 2020 حيث يمثل هذا القانون أول إطار تشريعي ينظم الاقتصاد الاجتماعي التضامني في تونس بما يطور مساهمته في خلق مواطن الشغل ودفع النمو الاقتصادي كما ينص عليه القانون ومن خلال السعي الى التوفيق بين النشاط الاقتصادي والعدالة الاجتماعية من خلال الابتكارات الاجتماعية وضمان تكافؤ الفرص حسب تعريف منظمة العمل الدولية.

المصادقة على القانون في حد ذاته لم يكن كافيا لتحقيق أهدافه بسبب تأخر اصدار الاوامر الترتيبية للقانون ووضعية المالية العمومية الصعبة التي تمنع الدولة من تخصيص اعتمادات تمويل للقطاع. تناولت لجنة الفلاحة والامن الغذائي في صلب مجلس [MS1] نواب الشعب هذا الموضوع في جلسة استماع لمحافظ البنك المركزي السيد مروان العباسي بتاريخ 04 مارس 2021 لبحث سبل تفعيل الفصل 15 من القانون الذي يتعلق بإحداث اليات تمويل خاصة بالاقتصاد الاجتماعي التضامني للقطاع الفلاحي[1].

مقاربة النواب في ذلك الحين للقطاع الفلاحي تختلف عن مقاربة البنك المركزي [MS2] حيث سعى النواب الى ايجاد حلول في محاولة منهم لاستغلال قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني للنهوض بقطاع الفلاحة بصفته قادرا على تحقيق الامن الغذائي أولا وقيمة[MS3]  اقتصادية مضافة ثانيا والمساهمة في خلق مواطن شغل جديدة ثالثا. اما البنك المركزي فركز على تشعب العقبات خاصة منها القانونية على غرار احداث بنوك تعاضدية التي نص عليها الفصل 15 من القانون.

يعود النقاش حول قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني وسبل تمويله للواجهة بعد سنة مع نشر وزارة التشغيل والتكوين المهني لبيان تفيد فيه بتخصيص حكومة السيدة نجلاء بودن اعتمادات بقيمة 30 مليون دينار لتمويل الاقتصاد الاجتماعي التضامني على مدى ثلاثة سنوات ابتداء من السنة الحالية [2]2022.  كما صرح وزير التشغيل والتكوين المهني السيد نصرالدين النصيبي أن مشاريع النصوص التطبيقية الخاصة بالقانون تحتاج مزيدا من التدقيق حيث تولّت رئاسة الحكومة عرض مقترح تعديل قانون الاقتصاد الاجتماعي والتضامني على كل الوزارات المعنية لدراسته[3]

لم يتضمن بيان الوزارة او التصريح الذي قام به وزير التشغيل والتكوين المهني اي معلومات او تفاصيل حول القطاعات التي سيقع توجيه هذه التمويلات نحوها او عن طبيعة هذه التمويلات.

مراجعة الإطار القانوني والعمل على تحسينه حجر اساس لتحقيق الاهداف [MS4] التي بعث من أجلها هذا القانون لكن تبقى محدودية موارد الدولة عقبة امام تحقيقها مما يستوجب من سلطة الاشراف ايجاد حلول مبتكرة على غرار ما يعرف ب "تمويل القطاعات ذات الاولوية" الذي تعتمده السلطات الهندية منذ الستينات.

هو قانون تم من خلاله سنّ لائحة للقطاعات ذات اولوية في التمويل وإلزام القطاع المصرفي بتمويل هذه القطاعات وفق نسب يحدّدها القانون. نجحت التجربة الهندية في النهوض بالقطاع الفلاحي والمؤسسات الصغير والمتوسطة وتمكينها من حصة عادلة من التمويلات ولايزال هذا القانون ساري المفعول مع تحيين منتظم لقائمة القطاعات ذات الاولوية عبر البنك المركزي الهندي[4]

اضفاء المزيد من الوضوح على قانون الاقتصاد الاجتماعي وسبل تمويله والقطاعات المعنية وطبيعة التمويلات سيفضي الى تحقيق اهدافه الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة حسب نص القانون في خلق مواطن الشغل ودفع النمو الاقتصادي لايجاد حلول مبتكرة على غرار التجربة الهندية سيعزز هذه النتائج وسيضمن تكافؤ الفرص بين مختلف المتدخلين الاقتصاديين.


 [MS1]في صلب مجلس نواب الشعب على ما اعتقد

 [MS2]موش احسن اختلفت مقاربة النواب في ذلك الحين مع مقاربة البنك حيث...

 [MS3]اربما وخلق قيمة ... يكون احسن

 [MS4]سامحني فتحية، تفتقد الجملة للفعل. واعتقد ان إصلاحها يكون على النحو التالي

يعتبر مراجعة الاطار القانوني الى اخر الجملة

 

عربية
, , , , , , , ,

تطرق المرصد التونسي للاقتصاد في مذكرة توجيهية عدد 6 الى أزمة المياه في تونس ومدى تجاوب سلطة الاشراف مع هذه الازمة الحياتية في إطار مناقشة مجلة المياه بين الفترة الممتدة بين 2019-2021. الى أن النقاش حول ازمة المياه وقع تجاوزه في مرحلة أولى مع تعليق مناقشة مجلة المياه في مجلس نواب الشعب في جوان 2021 وفي مرحلة ثانية مع تجميد المجلس من قبل رئيس الجمهورية في 25 جويلية 2021.

لا تنحصر ازمة الموارد المائية وتواتر انقطاع المياه على السكان على تونس فقط اين لا يتجاوز نصيب الفرد من الموارد المائية 420 متر مكعب سنويا فالجزائر ايضا تعاني من فقر مائي حيث لا يتجاوز نصيب الفرد 300 متر مكعب للفرد سنويا[3] والمغرب حيث لا يتجاوز نصيب الفرد من الموارد المائية 650 متر مكعب سنويا. تصنف البلدان الثلاث كبلدان تحت خط الفقر المائي الذي حدد ب1000 متر مكعب للفرد سنويا.

مع تشابه الظروف المناخية في المنطقة تتشابه أسباب أزمة الموارد المائية ايضا حيث تتوافق تصريحات سلط الاشراف في كل من الجزائر والمغرب على أن الموارد المائية في المنطقة من أضعف الموارد في العالم، تزايد عدد السكان ادى الى احتياجات متزايدة، التغير المناخي اثّر سلبا على كميات التساقطات، وأخيرا الاستهلاك المفرط للمياه سواء على المستوى الشخصي او في قطاع الفلاحة.

انطلقت كل من الجزائر والمغرب في ايجاد حلول لأزمة الموارد المائية خاصة مع اقتراب فصل الصيف حيث أعلنت وزارة التجهيز والماء المغربية  في اواخر شهر فيفري 2021 عن جملة من التدابير شملت تسريع أعمال تزويد المراكز القروية انطلاقا من منظومة مائية مستدامة, تقوية عمليات استكشاف موارد مائية إضافية, الاقتصاد في استعمال الماء والحد من الهدر, مباشرة حملات توعوية واسعة النطاق لإقرار التعامل العقلاني مع الموارد المائية, تزويد المناطق التي تعاني من شح الموارد عن طريقة شاحنات صهريجيه, إيقاف سقي المساحات الخضراء بواسطة الماء المشروب واللجوء الى استعمال المياه المعالجة. ووقع تخصيص 2.2 مليار درهم مغربي لهذا البرنامج 1.8 مليار منها اعتمادات سبق ان خصصتها الخزانة المغربية وسيتم الاعتماد على المانحين الدوليين لتأمين بقية المبلغ.

من جهتها أقرّت الجزائر بخطورة شح الموارد المائية من خلال استحداث الرئيس الجزائري تسمية جديدة لوزارة الموارد المائية ليتم إضافة عبارة "الأمن المائي" لها سعيا لمجابهة ظاهرة الجفاف وشح المياه، كما تم وضع استراتيجية وطنية تعتمد على تحلية مياه البحر بإنجاز محطات كبرى لتحلية مياه البحر بقدرة 300 ألف متر مكعب يوميا على مرحلتين 2022-2024 و2025-2030 حسب بيان أصدرته الوزارة الجزائرية المكلفة بالموارد المائية. أكّد كريم حسني وزير الموارد المائية والأمن المائي في حوار له يوم 19 فيفري 2022 أن تحلية مياه البحر تعد الحل الامثل لان المياه السطحية اصبحت شحيحة والجزائر تزخر بالإمكانيات اللازمة، منها شريط ساحلي يمتد لأكثر من 1200 كلم وكذلك الخبرة البشرية اللازمة في هذا المجال.

الخطوة الأولى لحل أية مشكلة هي الاعتراف بوجود مشكلة. وقوف كل من الجزائر والمغرب على الاسباب الرئيسية لأزمة المياه كان حجر الاساس لإيجاد الحلول وان اختلفت، فإن كل من البلدين وضعت مخططا لحفظ حق مواطنيها في الماء حسب توجهاتها وامكانياتها على عكس تونس حيث وبالبحث عن أنباء حول أزمة الموارد المائية وتجاوب سلطة الإشراف في تونس نجد البلاغات الشبه يومية التي تنشرها الشركة الوطنية للاستغلال وتوزيع المياه حول انقطاع التزود بالمياه وخبرا حول انطلاق العمل يوم الثلاثاء 8 مارس 2022 برادار للأرصاد الجوية المائية بهدف تعزيز القدرات الاستشرافية عبر التكنلوجيا الحديثة لرصد وقيس كميات الامطار.

في حين تبحث المغرب والجزائر على البدائل نظرا لتعاقب مواسم الجفاف لا تعترف سلطة الاشراف في تونس بوجود المشكل اساسا بل تركّز رادار لتحديد مكان نزول الامطار "للمساهمة في تطوير الممارسات السليمة في ادارة الموارد المائية" في حين كما ذكرنا سابقا فإن المنطقة بأكملها تعاني من تراجع كمية التساقطات منذ سنوات فلا أمطار لرصدها.

على سلطة الاشراف إيلاء أولوية للحفاظ على حق التونسيين في الماء وتفعيل مشاريع القطاع المعطلة والانطلاق فعليا في تطبيق الحلول وألا تنحصر الإجراءات المتخذة في مراجعة السياسة المائية حسب ما وقع تداوله في المجلس الوزاري السابق[9] فقد امتدت مراجعة مجلة المياه الحالية والعمل على إطار قانوني جديدة على ما يزيد العقد 2009-2021 في حين تتعمق الازمة ويتدهور حق المواطن في المياه.

 

عربية
, , , , ,