Block title
Block title
Block content
عربية

عربية
عربية

 

عربية
, , , , , , , , , ,
عربية
, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,
تطرّقت الصحافة التونسية بداية شهر أوت الى زيارة أداها مقررّ الأمم المتحدة الخاص، السيد بيدرو أروخو أغودو المعني بحقوق الانسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الى تونس. هي زيارة ميدانية امتدت من 18 الى 29 جويلية التقى خلالها السيد أروخو أغودو ممثلين عن الحكومة والسلطات المحلية وأفراد المجتمع المحلّي والمدني. 
ختم السيد بيدرو أروخو أغودو زيارته الى تونس بتقدمة النتائج الاولية للحكومة التونسية مع أن يتم تقديم تقرير شامل يضمّ توصياته لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في شهر سبتمبر من سنة 2023. وقد نظمت وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية نقطة اعلامية حول متابعة الوضعية المائية الحالية يوم الثلاثاء 2 أوت 2022 صرّح خلالها الوزير أن انقطاع المياه يحدث خلال الذروة الصيفية ويعود أساسا الى تواتر فترات الجفاف إضافة الى أن نسبة التزود بالماء الصالح للشرب قد بلغت 95 بالمائة في الوسط الريفي وزد على ذلك فإنّ الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه حريصة على توفير مياه تستجيب للمواصفات التونسية. 
وقد شارك المرصد التونسي للاقتصاد في المائدة المستديرة التي عقدها المقرر الخاص مع ممثلي المجتمع المدني للاطلاع على وضعية الحق في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي في تونس من وجهة نظر المجتمع المدني حيث يعتبر المرصد أن الحق في الماء حق انساني وجب الدفاع عنه لذا يخصص جملة من الدراسات وحملات المناصرة للدفاع عن الحق في الماء. 
خلال الاجتماع، تطرق ممثل المرصد التونسي للاقتصاد للمشاكل والعراقيل التي تؤثر على الحق في الماء في تونس انطلاقا من الدراسات التي نشرها المرصد والتي حللت تأثيرات مختلف القطاعات على الموارد المائية وحق المواطنين في الماء وبناء عليه يؤكّد المرصد على ضرورة اعادة النظر في السياسات العامة التي لها تأثير على الحق في الماء وتبنى استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار احتياجات جميع مكونات المجتمع وتعطي الأولوية للمواطن وحقه في الماء.    
نقلت الصحافة التونسية خلال تغطيتها للحدث البيان الصحفي الذي أصدرته مفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الذي تضمن النتائج الأولية للمقرر ّ. صرّح السيد أروخو-أغودو أنّ "ندرة المياه لا يمكن ان أن تبرّر عدم الامتثال لحقوق الانسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي".  كما يدعو الحكومة التونسية الى "منح الأولويّة لمياه الشرب وأن تحتفظ بأعلى المياه جودة لهذا الغرض بغض النظر عن مدى الربح الذي قد تحقّقه استعمالات أخرى كريّ التجارة الزراعيّة أو استخراج الفسفات". 
وهو ما حرص المرصد التونسي للاقتصاد على التأكيد عليه في توصياته حيث أن حوكمة الموارد المائية في تونس تعاني من خلل وغير متكافئة ويتمظهر هذا من خلال السياسات العامة التي تشجع على تحرير قطاع الفلاحة والتشجيع على انتاج المواد الموجهة للتصدير في حين ان هذه المواد على غرار التمور والزيتون تستهلك كميات كبيرة من المياه مما يسبب استنزاف الموارد المائية الشحيحة.
تطرق السيد أروخو أغودو الى جملة من العراقيل الاخرى التي عاينها على غرار تحسين حوكمة الموارد المائية في هذا الإطار قدم المرصد توصياته المتعلقة بالإطار القانوني للماء في تونس التي تضمنت على سبيل الذكر لا الحصر ضرورة الحفاظ على الماء كحق دستوري والنئي به وبالخدمات المتعلقة به عن الخوصصة بكامل اشكالها التي تهدد الطابع الاجتماعي للماء وتهدد قدرة المواطنين على تحمل تكاليفه وتهدد أيضا ضمان حق الوصول للمياه التي تمثل مبادئ يضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1984 .
كما لاحظ المقرر "غياب الاستثمار في المناطق الريفية لضمان مواجهة امدادات التلوث اضافة الى ضرورة تجديد شبكات المياه والصرف الصحي"و يدعو المرصد الى إعطاء دور أكبر لمجلس المياه بالإضافة الى دوره الاستشاري والإعلامي المتعلق بالرصد يمكن للمجلس ان يصبح وسيطا وأن يشارك في تقييم وصياغة الاستراتيجيات المتعلقة بالمياه.
واخيرا دعا السيد أروخو أغودو الى بلورة عملية اللامركزية بشكل "تلعب فيه البلديّات دورا متزايد الأهميّة في الخدمات المتعلّقة بالمياه والصرف الصحّي".  وهو ما يتطابق مع المخرجات الاولوية للمشروع ميداني "ساهم" الذي يعمل عليه فريق المرصد التونسي للاقتصاد في كل من الكاف والقيروان ومدنين. 
فقد عاين ممثلو المرصد في هذه الجهات جملة من الاختلالات والنقائص على مستوى الشفافية والنفاذ الى المعلومة فيما يخص المشاريع العمومية ذات علاقة بالحق في الماء والضبابية في تحمّل مسؤولية حرمان المواطنين من حقهم في الماء نظرا لكثرة الجهات المتدخلة وغموض النصوص القانونية. 
ومن هذا المنطلق يدعو المرصد الى ضرورة توفير الموارد البشرية والمالية اللازمة للسلطة المحلية من اجل التسريع في انجاز المشاريع المعطلة التي لها علاقة بالحق في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي. ويشدد المرصد على ضرورة استعراض سياسات تصدير وتوريد المواد الزراعية وتبني مؤشر البصمة المائية الذي خلافا لمؤشر المياه الافتراضية فهو مؤشر شامل متعدد الأبعاد.
 
عربية
, , , , , , , , , , , , , , , , , ,

عربية
, , , , , , , , , , ,

حسب مقال صادر عن صحيفة Managers بتاريخ 17 جوان 2022, يواصل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية برنامجه الخاص بالتجارة الإلكترونية في تونس وذلك في إطار ندوة تم خلالها عرض الاستنتاجات والتوصيات الرئيسية لتقييم جاهزية التجارة الإلكترونية في تونس[1].

وتعتبر التجارة الإلكترونية من أبرز المحاور والتحديات التي طُرحت أمام مختلف الحكومات المتعاقبة في تونس منذ الثورة[2]، نظرا للتطور التكنولوجي الهام والمتسارع الذي لم تستطع البلاد مواكبة نسقه أو الاستفادة منه لعدة أسباب أهمها عدم توفير مناخ ملائم يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذه المنظومة وضرورة ملائمة النصوص القانونية لها.

بدأت تونس خلال السنوات الأخيرة في البحث عن الحلول الكفيلة بتحسين مناخ التجارة الإلكترونية بهدف الانخراط، ولو بصفة متأخرة، في مسار الاقتصاد الرقمي وفتح آفاق جديدة لطاقاتها الشبابية المهدورة خصوصا في ظل ضيق آفاق سوق الشغل وارتفاع نسبة البطالة في البلاد.

وقد مثّل برنامج "تونس الرقمية 2020"[3] الذي تم الإعلان عنه رسميا سنة 2014، أولى الاستراتيجيات التي وضعتها حكومات ما بعد الثورة لتمهيد الطريق أمام التجارة الإلكترونية، وصولا إلى " تونس الرقمية 2025"[4]   المعلن عنها سنة 2021 والتي تهدف إلى تحديث المنظومة القانونية التونسية في اتجاه التحول الرقمي عبر تنمية التجارة الإلكترونية.

في هذا السياق، أطلق مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)[5] منذ سنة 2021 برنامجا لتقييم مدى استعداد تونس لاعتماد للتجارة الإلكترونية (eT Ready)[6] وهو برنامج تم تنفيذه في سنة 2021 بالتعاون مع وزارة التجارة وتنمية الصادرات التونسية (MCDE) وبدعم من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).

بعد مرور حوالي السنة على انطلاق هذا التقييم، أصدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في شهر فيفري 2022 تقريره[7] الذي تطرق أساسا إلى تقييم خطوات تونس لاعتماد التجارة الإلكترونية. ودعا في تقريره إلى فتح أسواق جديدة وتسهيل التجارة عبر الحدود،  تعزيز الاستثمارات المشتركة وبناء المهارات الرقمية خاصة بالنسبة للشّركات الناشئة والشّركات الصغيرة والمتوسطة ما من شأنه أن يخلق المزيد من الأعمال التنافسية والفرص الجديدة، تمتيع الأشخاص المقيمين في تونس بالحق في فتح حسابات بالعملات الأجنبية، إصدار قانون يتعلق بالتمويل الإنمائي الشامل بهدف تكييف الخدمات مع احتياجات الفئات غير المشمولة، وضمان ملائمة السياسات العامة من أجل التنفيذ الفعال لخطة عمل eT Ready"[8]".

 وعلى الرغم من أهمية هذه التوصيات، إلا أن الرهانات المرتبطة بالتجارة الإلكترونية قد تتجاوز بكثير الصعوبات المطروحة وطنيا، حيث يعيش المجتمع الدولي اليوم صعوبات عدّة في علاقة بفرض الضرائب على شركات التكنولوجيا. وتسعى أغلب الدول إلى أخذ نصيبها من الأرباح الكبرى التي تحققها هذه الشركات المتأتية أساسا من عمليات التجارة الإلكترونية، خصوصا في ظل الصعوبات التي يواجهها العالم في علاقة بإخضاع هذه العمليات للضريبة وعدم وجود إطار قانوني واضح ينظمها.

 وفي هذا الإطار، تطرح منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)[9] منذ سنة 2019 حلا ذو ركيزتين ضمن الإطار الشامل[10]، يهدف إلى تقنين المسائل المتعلقة بالشروط الضريبية لهذه الخدمات، وهو حلّ انخرطت فيه تونس رفقة 136 بلدا آخر.

تهدف الركيزة الأولى منه إلى تحديد مكان فرض الضرائب على شركات التكنولوجيا من بين البلدان التي تم استخدام أو استهلاك السلع أو الخدمات فيها، او البلدان التي تضم المقرات الاجتماعية لتلك الشركات.

ولئن كانت الغاية المعلن عنها من هذا الاتفاق مشروعة، بل وعلامة فارقة في الاتجاه الصحيح لفرض الضرائب على الدخل المتأتي من رقمنة الاقتصاد العالمي وضمان الحقوق الجبائية لدول البيع النهائي لهذه السلع والخدمات، وهي غالبا البلدان النامية، إلا أن بنودها تأتي في ظل مواصلة دول الغرب فرض شروطهم وخدمة مصالحهم وهو ما يبرز من خلال الشروط المجحفة التي تم اعتمادها.

فبحسب دراسة[11] نقلتها منظمة أوكسفام[12], لن تنطبق هذه الشروط سوى على 78 شركة متعددة الجنسيات تنشط في الدول النامية، كما لن يتجاوز نصيب جميع البلدان منخفضة الدخل مجتمعة 140 مليون دولار أمريكي فقط. في المقابل، سيكون على الدول الموقعة على هذه الاتفاقية، بما في ذلك تونس، التخلي عن فرض الضرائب على الخدمات الرقمية، حتى على الشركات متعددة الجنسيات التي لا تقع ضمن نطاق الركيزة الأولى. وهو ما جعل دولًا كنيجيريا وكينيا من بين الدول القليلة التي رفضت التوقيع على هذه الاتفاقية لتعارضها مع قوانينها الجبائية الوطنية.

ففي حين أقرت تونس في الفصل 27 من قانون المالية لسنة 2020 ضريبة تقدر ب 3% على الخدمات الرقمية على مبيعات برامج الكمبيوتر والخدمات التي تجريها شركات غير مقيمة في تونس عبر الإنترنت، إلا أنها اختارت الانخراط في هذه الاتفاقية التي  تحظر عليها تحصيل الضرائب المتأتية من هكذا عمليات وبالتالي تلغي العمل بهذا الفصل.

على ضوء كل هذه المعطيات، من المشروع التساؤل عن درجة وعي المسؤولين التونسيين بالرهانات المرتبطة بالتجارة الإلكترونية. ففي الواقع، إذا كانت تونس تعتزم تعزيز تنمية التجارة الإلكترونية على المستوى الوطني، إلا أنها تخاطر على المستوى الدولي، بالتنازل عن حقها في فرض الضرائب على الخدمات الرقمية.

 

 

 

عربية
, , , , , , , , , , , ,
قرّر مجلس إدارة البنك المركزي التونسي عقب اجتماعا عقده يوم الثلاثاء 17 ماي 2022 الترفيع في نسبة الفائدة الرئيسية للبنك المركزي التونسي ب 75 نقطة اساسية لتصبح في مستوى 7بالمائة. يهدف الاجراء حسب البيان المنشور على الموقع الرسمي للبنك المركزي الى التصدي للضغوط التضخمية التي تلوح في الأفق وتجنب أي انزلاق للتضخم وأي تفاقم لعجز القطاع الخارج.  
حسب تصريح للمديرة العامة للسياسات النقدية للبنك المركزي ريم القلصي فإن هذا القرار يأتي على خلفية تصاعد الضغوطات التضخمية في الآونة الأخيرة والذي ارتفع من 5 بالمائة في أفريل 2021 الى 7 بالمائة في أفريل 2022 وهو رقم مفزع للاقتصاد التونسي الذي يمر بدوره بصعوبات بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية. 
لتواتر الأزمات والجوائح العالمية أثر هام على الاقتصاد التونسي وهو ما تطرّق له المرصد التونسي للاقتصاد في العديد من النشريات السابقة. بالرغم من أن النسيج الاقتصادي التونسي متنوع وثري الى أن الاقتصاد الوطني يرتهن في جميع المجالات الى الأسواق العالمية. 
يعود هذا الارتهان الى بسبب إهمال الإنتاج المحلي والاتكال على التوريد خاصّة المواد الأساسية على غرار المحروقات والحبوب وخير دليل على ذلك إعادة تفعيل التعديل الالي لأسعار المحروقات حسب التطورات في السوق العالمية وارتفاع كلفة مصاريف المواد المدعمة لتصل الى 4300 مليون دينار خلال السنة الحالية حسب وزيرة التجارة وتنمية الصادرات فضيلة الرابحي التي ارجعت هذا الارتفاع الى ارتفاع كلفة هذه المواد التي يقع توريدها -أساسا الحبوب والزيت.
إذا فإن أصل مشكلة التضخم، او الجانب الأكبر منه على الأقل، يعود الى التوريد المجحف مما أدى الى تبعية الأسعار المحلية الى الأسعار العالمية وجعل من الاقتصاد التونسي هشّا امام الصدمات المتتالية التي تشهدها الأسواق العالمية والاعتماد على الترفيع في سعر الفائدة الرئيسية فقط ليس بالحلّ الناجع للمحافظة على المقدرة الشرائية.  فكما ابرز الخبير الاقتصادي ارام بالحاج, نسبة التضخم ترتبط بعوامل داخلية وخارجية لا يمكن حصرها في السياسة النقدية وان الترفيع في نسبة الفائدة ليس حلا وان الحل يتمثل في تنسيق بين السياسة النقدية للبنك المركزي والسياسة الاقتصادية للحكومة كي تتوفر استراتيجية كاملة تشمل جميع المجالات على غرار مسالك التوزيع والتخزين والنقل واللوجستيك وغيرها. 
 للخروج من الازمة على جميع الأطراف المعنية المشاركة في اخذ القرار وهو ما أكّد عليه وزير الاقتصاد والتخطيط في حوار تلفزي حيث أكّد في نفس الوقت على مبدأ استقلالية البنك المركزي واستحالة تدخل الوزارة في قرارته وهو ما يحيل الى تناقض موقف الوزير الذي ابدى تفهّمه لقرار البنك المركزي "حيث أن موضوع العملة سيكون محور إصلاحات مع صندوق النقد الدولي " وهو ما يحيلنا الى الفيل في الغرفة صندوق النقد الدولي.  
يلاحظ حضور صندوق النقد الدولي خلال اتخاذ قرار الترفيع في نسبة الفائدة الرئيسية من خلال تزامن هذا الإجراء في كل من تونس ومصر إذ أن كلا منهما على أبواب اتفاق مع الصندوق، وتسعى الحكومتان الى اتخاذ جملة من الإجراءات الاستباقية من اجل تسهيل المشاورات والإمتثال الى توصيات او املاءات صندوق النقد الدولي على غرار ما تضمنته المراجعة الدورية لتونس التي نشرها الصندوق ويحث فيها على تركيز السياسة النقدية على السيطرة على التضخم من خلال مراجعة الفائدة الرئيسية .
كما نشر صندوق النقد دولي بتاريخ 25 ماي مقالا تحت عنوان "تداعيات سلبية على البلدان المستوردة للسلع الأولية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بسبب ارتفاع الاسعار " اشار فيه الى ضرورة رفع اسعار الفائدة الاساسية والتخفيف من تداعيات ارتفاع الاسعار الدولية على الفقراء من خلال التحويلات الموجهة. 
كما يدعو صندوق النقد الدولي الى اتخاذ جملة من التدابير الاخرى على غرار تخفيض اوجه الانفاق غير الضرورية او التشجيع على زيادة العدالة الضريبية او الجمع بينها في إطار السعي الى المحافظة على الدين العمومي في حدود الاستدامة. 
 
عربية
, , , , , , , , , , , , ,

نشر المعهد الدولي Transnational Institute TNI دراسة تحت عنوان " تقييم مخططات الإتحاد الأوروبي لإستيراد الهيدروجين من شمال إفريقيا" [1]بتاريخ 17 ماي 2022 تطرّق فيها الى عزم بلدان الاتحاد الاوروبي على الترفيع فيها وارداتها من الطاقات المتجددة المتأتية من الهيدروجين في كل من المغرب والجزائر ومصر.

حسب الاستراتيجية التي حددتها المفوضية الاوروبية سنة 2020 يركز الاتحاد الاوروبي على توريد الطاقاة المتجددة المتأتية من الهيدروجين من بلدان الجوار, شمال افريقيا واوكرانيا اساسا. مع التطورات التي فرضتها الحرب الروسية الاوكرانية والحاجة الى  تقليص اعتماد بلدان الاتحاد الاوروبي على الغز الروسي ضاعفة المفوضية الاوروبية هدفها ليصل الى 10 مليون طن سنويا الى حدود سنة 2030.

تعتبر بلدان شمال افرقيا هذه التطورات كفرصة لتعزيز موقعها على السوق العالمي كبلدان مصدرة للطاقات المتجددة استنادا الى التوجه السائد نحو الطاقات المتجددة وخاصة لدى بلدان الاتحاد الاوروبي التي سبق ان شرعت في الاستثمار في الطاقات المتججدة في المنطقة.

قد يبدو الامر ذا نفع للطرفين, بلدان شمال افريقيا التي ستتمتع بعائدات مالية هامة وبلدان الاتحاد الاوروبي التي ستجد بديلا للغاز الروسي وستخطو خطوة اضافية نحو تقليص اعتمادها على الطاقة الاحفورية. الا ان تقرير المعهد الدولي يظهر جانبا اخر لهذا المشروع.

يظهر التقرير ثلاثة عيوب لهذا المشروع تتمثل في التكاليف المرتفعة لعملية انتاج الهيدروجين وارتفاع البصمة الكروبونية وهو ما يتعارض مع معايير الاتحاد الاوروبي المتعلقة بالهيدروجين الاخضر. من جانب اخر نقل الهيدروجين الاخضر عن طريق البواخر يتطلب ثلاثة اضعاف الطاقة التي يتطلبها الغاز واخيرا نقل الهيدروجين عن طريق الانابيب سيتسبب فب تلفها وتلف المعدات الالكترونية للانابيب أيضا كما تتطلب الكثافة العالية للهيدروجين مضاعفة الطاقة المستخدمة ثلاثة مرات وهو ما سيرفع في  تكلفة ضخه عبر الانابيب.

تكلفة وحدة طاقة متأتية من الهيدروجين الاخضر قد تصل الى 11 مرة تكلفة وحدة طاقة متأتية من الغاز دون احتساب نقله الذي كما بينته الدراسة ذو تكلفة عالية وغير مستدام وهو ما يدفع للتساؤل حول مدى جاهزية الاتحاد الاوروبي الى دفع هذه التكاليف المشطة.

على صعيد البلدان التي شملتها الدراسة فإن المغرب تعتزم تعويض صادراتها من مادة الامونيا باتناج محلي اخضر سيقع توجيهه لقطاع الاسمدة اضافة الى ان الطاقات المتجددة ستعوض 27 تيراوات-ساعة من الطاقة المتأتية من الفحم الحجري وهو ما سيغطي استهلاك المغرب. الجزائر تعتزم تعويض صادرتها نحو الاتحاد الاوروبي من الغاز بالهيدروجين الازرق والاخضر تدريجيا, نقل الهيدروجين عن طريق الانبابيب سيؤدي الى اتلافها اضافة الى ان تكلفة الهيدروجين تناهز بين 5 الى 11 مرة تكلفة الغاز في حين ان الجزائر تستطيع بلوغ هدفها انتاج 27  بالامائة من الكهرباء من الطاقة المتجددة سنة 2030 اذ احتفظت بما تنتجه للاستعمال المحلي. اما مصر, حيث يعتبر الهيدروجين الاخضر مسار تنمية ذو اولوية قصوى, سبق ان اقرت امتيازات جبائية للقطاع وانطلقة في انجاز مشاريع مع شركات اوروبية على غرار Maersk حيث لم يقع الاخذ بعين الاعتبار الاثار الجانبية البيئية لهذه المشاريع.

على بلدان شمال افريقيا اعادة النظر في استراتيجيتها المتعلقة بانتاج الهيدروجين الاخضر والوعود التي تقدمها الاسواق العالمية نظرا الى الكلفة المرتفعة خلال التصنيع والتحويل والشحن. تحمل هذه التكاليف العالية من اجل مساعدة الاتحاد الاوروبي على النجاح في الانتقال الطاقي لا يبدو منطقيا.

 

 

عربية
, , , , , , , ,